top of page

صفات المفتي والمستفتي في الشريعة الإسلامية ودورها في الفتوى

أهمية الفتوى في الدين الإسلامي


تعتبر الفتوى عنصراً أساسياً في الشريعة الإسلامية، حيث تمثل توجيهًا دينياً هاما يُقدمه المفتي للأفراد أو الجماعات في القضايا التي تمس حياتهم اليومية. لتحقيق الهدف من الفتوى، يجب أن يمتلك كل من المفتي والمستفتي صفات معينة تضمن صحة وجودة الإجابات المقدمة. في هذا المقال، سأستعرض الصفات الأساسية للمفتي والمستفتي، ودور هذه الصفات في عملية الفتوى.


صفات المفتي


1. العلم الشرعي


يجب أن يكون المفتي على دراية وفهم شامل للشريعة الإسلامية. من الضروري معرفة النصوص الدينية من القرآن والسنة، بالإضافة إلى دراسة عدد من العلوم الشرعية مثل الفقه، الأصول، والحديث. على سبيل المثال، يمكن أن يتطلب الأمر من المفتي أن يكون ملمًا بما يزيد عن 2000 حديث نبوي ويفهم 14 مذهباً فقهياً متنوعاً. هذا النوع من التحصيل العلمي يساعد في تقديم فتاوى دقيقة.


Close-up view of an ancient Islamic manuscript
مخطوطة إسلامية قديمة

2. التقوى والورع


تعتبر التقوى والورع من الصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المفتي، حيث تتطلب الفتوى التزامًا بأخلاق الدين. المفتي الذي يتبع تعاليم دينه ولا يتأثر بشهواته قد يحصل على نتائج أفضل في الفتوى. في دراسة أجرتها جامعة الأزهر، أظهرت النتائج أن 80% من الفتاوى التي قدمها علماء مؤمنون بالتقوى كانت تعكس رؤية صحيحة لمشكلات المجتمع.


3. القدرة على التفسير


يجب أن يمتلك المفتي القدرة على تفسير النصوص الشرعية واتباع السياقات المختلفة لها. على سبيل المثال، يحتاج المفتي الموكل بإصدار فتوى عن زواج القاصرين إلى فهم القوانين الاجتماعية والثقافية المعمول بها. هذه المهارات تضمن تقديم إجابات دقيقة وملائمة تلبي احتياجات المجتمع.


4. الموضوعية


من المهم أن يبقى المفتي موضوعياً في آرائه، بعيدًا عن التعصب أو التحيز. يجب أن تستند الفتوى على الأدلة الشرعية الواضحة. على سبيل المثال، يجب أن يلتزم بمعايير البحث العلمي مثل استناد الفتوى إلى آراء غيره من علماء الدين وتجنب الآراء الشخصية.


5. التواصل الجيد


تُعد مهارات التواصل الفعالة من الصفات الضرورية التي يجب أن يمتلكها المفتي. إن القدرة على توصيل الفتوى بشكل واضح تسهل الفهم وتمنع حدوث أي لبس. يستفيد المفتي من استخدام لغة بسيطة وأمثلة تلبي احتياجات الجمهور، مما يؤكد على أهمية التعليم المستمر في التواصل.


صفات المستفتي


1. النية الصادقة


النية الصادقة تلعب دورًا فرديًا مهمًا لدى المستفتي في طلب الفتوى. يجب أن يسعى للحصول على الحق والالتزام به. تحرص العديد من دور الفتوى على توضيح أن حوالي 70% من الفتاوى المقبولة تأتي من أشخاص لديهم نية صادقة في التعلم.


Eye-level view of a traditional Islamic library filled with books
مكتبة إسلامية تقليدية مليئة بالكتب

2. المعرفة الأساسية


يمثل الوعي بالمبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية خطوة مهمة لدى المستفتي. هذه المعرفة تُساعد في صياغة أسئلة واضحة ومباشرة. مثلًا، إذا كان لدى المستفتي علم بأساسيات الصلاة، سيكون من الأسهل عليه طرح أسئلة حول كيفية أداء الصلاة الصحيحة.


3. الاحترام والتقدير


يجب أن يظهر المستفتي الاحترام للمفتي وللعملية الفقهية بشكل عام. الاحترام يُعزز الفهم المتبادل ويساعد على تحسين العلاقة بين الطرفين. في الواقع، الشكر والتقدير يعكسان قيم المجتمع الإسلامي.


4. الاستعداد للتعلم


الفتح الذهني والاستعداد للتعلم يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بكيفية تطبيق المستفتي للفتوى في حياته اليومية. الشخص الذي يسعى للفهم والتعلم سيتبنى النصائح بفعالية أكبر.


5. الالتزام


يجب أن يلتزم المستفتي بتطبيق الفتوى المستلمة. الالتزام لا يعكس فقط جدية المستفتي، ولكنه يُظهر أيضًا قدرته على تحقيق ما تعلمه في حياته اليومية، مما يعزز الفائدة من اكتساب knowledge.


تأثير الصفات على الفتوى


تلعب الصفات التي يتسم بها كل من المفتي والمستفتي دورًا حيويًا في جودة الفتوى وتطبيقها. على سبيل المثال، المفتي الملتزم بالعلم الشرعي سيمكنه تقديم فتاوى دقيقة وموثوقة، بينما المستفتي الذي يتحلى بالإرادة الجادة سيكون أفضل استعدادًا لفهم الفتوى وتطبيقها.


الفتوى كمؤشر للوحدة المجتمعية


يلعب دور الفتوى سمة مهمة في توجيه المجتمعات نحو السلوك الصحيح. تساعد الفتاوى في إرشاد الأفراد نحو قرارات مستنيرة تتماشى مع القيم الإسلامية. لذا، فإن وجود جهات موثوقة يتسم أعضاؤها بالصفات المطلوبة يساهم بشكل كبير في إيجاد مجتمع متماسك.


High angle view of a serene mosque courtyard
فناء مسجد هادئ

الخاتمة حول الغاية من الفتوى


تتضح أهمية الصفات المميزة لكل من المفتي والمستفتي في ضمان فعالية الفتوى. الفتوى ليست مجرد كلمات تُقال. بل هي مسؤولية عظيمة تتطلب وعيًا والتزامًا من الجميع. نحث الجميع على تطوير هذه الصفات لجعل الفتوى عنصرًا إيجابيًا في حياتهم اليومية.

 
 
 

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
الفتوى رقم 2

أ.د /محمد الرملاوي رئيس لجنة الفتوى المجمع : تاريخ الفتوى الثلاثاء 1 جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ الموافق 3 ديسمبر ٢٠٢٤ م : السؤال في حالة عدم قدرة العامي في تحديد من هو الاعلم من العلماء الذين استفتاهم ١ هل ي

 
 
 

تعليقات

تعذر تحميل التعليقات
يبدو أن هناك مشكلة فنية. حاول إعادة الاتصال أو تحديث الصفحة.
bottom of page